الفصل الاول

( في صباح يوم مشرق يستيقظ بطل قصتنا من نومه على صوت نعمات الخادمة )

نعمات : قوم يا عاصم يابني الساعه 10

عاصم ( قام مفزوعا ): صباح الخير يا دادا ازاي تسبيني نايم الوقت ده كله كان المفروض اكون في الشركة من ساعتين

نعمات(بحنان فهي تعتبره مثل ابنها ) : لقيتك تعبان ومش فايق خالص صعبت عليا قلت اسيبك شويه

عاصم (بابتسامة حانيه ) : ولا يهمك يا دادا بس متخلنيش اصعب عليكي كتير

نعمات(بمرح ) : طيب يلا قوم اغسل وشك وفوق وانا محضرالك فطار تحت

عاصم (بتساؤل ) : هو محدش في البيت ولا ايه ؟؟

نعمات : لا يا ابني ابوك وعمك خرجوا من بدري قالوا هيروحوا فرع الشركة ف المنصورة ومامتك والست كارمة راحوا ال كارما بتسميه شووبنيج ده ولا هو ايه

عاصم (بضحكه لطيفة ) : شوبينج يا دادا

نعمات : اه يا ابني معلش بقى مبعرفش انطقها

عاصم : وطنط درة و سمر فين

نعمات : كل واحده ف اوضتها سألتهم هيفطروا معاك قالوا لا

عاصم (بهمس ) : احسن برده مش ناقص صداع سمر من الصبح

نعمات : سمعتك على فكرة بس معاك حق برده

(قفز عاصم من مكانه )

عاصم : اتأخرت زيادة وانا قاعد ارغي معاكي يا دادا

نعمات (بضحك على هيئته ) : طب براحه ده انت صاحب الشركة امال لو بتشتغل موظف بقى كنت عملت ايه

( انتهى عاصم من حمامه وارتدى بدلته الرسميه ورش من عطره الفاخر ثم تناول فطوره وذهب الى مقر شركته )

(عند بطلتنا قمر )

قمر : الو ايوا يا بنتي بطلبك بقالي ساعه مش بتردي ليه

عهد (بنعاس) : لسه شايفه التليفون دلوقتي والله كنت نايمه

قمر (بغضب ) : نايمه ايه يخرب بيتك عندنا مقابلة عمل النهاردة .. قومي فزي يا زفته ظبطي نفسك والبسي وانا هسبقك وانتي حصليني

عهد (تتثائب ) : هه حااضر حاضر

(تغلق قمر الخط مع عهد وتقوم تأخذ حمامها وترتدي ملابسها وتخرج الى حيث اخيها الوحيد )

تميم ( بمرح ) : صباح الخير يا مارو ايه لابسة ومتشيكة ورايحه فين

قمر : صباح النور يا تيمو انت نسيت ولا ايه انا قايله لك امبارح عندي مقابلة عمل يارب يوافقوا ويشغلوني بقى

تميم : وانا كمان خارج عندي مقابله برده ادعيلي

قمر : بالتوفيق ان شاء الله

تميم : مش عوزاني اوصلك ؟؟

قمر : لا روح انت انا هروح مع عهد

تميم : ماشي يا حبيبتي خلي بالك على نفسك

قمر ( تخرج من المنزل ) : حاضر يلا سلام

(تخرج قمر من شقتها وتتجه الى حيث مكان مقابلة عملها واثناء سيرها تتصل عدة اتصالات بصديقتها عهد لاكنها لا ترد في هذه الاثناء يقترب عاصم بسيارته الى حد انه كان سيصتدم بها لتشهق بصوت عالى وتغمض عينيها وتجلس ارضا )

عاصم (بغضب ): يا نهار اسود مين الحمار ال وقف ف وشي فجأة كده

قمر (وهي تفتح عينيها وتتحسس جسدها وتتحدث بفرحه غير مصدقة ) : انا ...انا عايشه هههههه انا عايشة اه الحمد لله الحمد لله يارب

عاصم (ينزل من السيارة والشرار يتصاعد من عينيه ) : انتي يا متخلفة مش تفتحي ولا عاميه مبتشوفيش

قمر : ده انت ال اعمى ومتخلف ما تحترم نفسك ده انت ال كنت هتخبطني بعربيتك الجربانه دي ده بدل ما تعتذر وتطلب السماح

عاصم : عربيتي انا جربانه دي تشتريكي انتي واهلك وبعدين اعتذر منك انتي انتي متعرفيش انتي بتكلمي مين غوري من قدامي يلا يا شاطرة ورايا شغل مش فاضي لقلة ادب الجرابيع ال زيك

( قام بدفعها بعيدا عن طريقه ورحل بسيارته الى مقر شركته بينما تركها تحترق غيظا من كلامه المسموم تنعته في داخلها بأبشع الالفاظ التي ان سمع احداها سيقتلها لا محالة )

( في هذه الاثناء تأتي عهد من الجانب الاخر من الطريق )

قمر ( تقوم بضربها عدة مرات ) : اه يا حيوانه ما انتي لو جاية بدري كنا هزقنا الحمار ال هزقني من شوية لاكن اعمل ايه فسيخه نايمة

عهد (تحاول ان تستفهم ) : ايه يا مجنونة مالك انا بضرب ليه دلوقتي

قمر : اكل بعضي يعني ما انا لازم افش غلي

عهد : خلاص خلاص ريلاكس هدي اعصابك عندنا ميتنج ولا ايه

قمر ( تتنفس شهيق زفير ): خلاص صح معاكي حق (ثم تعود للجنون مرة اخرى ) بس ده ميمنعش اني لو شفته هطلع روحه

عهد : ايوا ايوا يلا يا قمر هنتأخر

(تنطلق الفتاتان الى حيث مقابلة العمل )

(في الشركة )

خالد : يا صباح الخير يا استاذ تقدر تقول لي جاي متأخر ليه

عاصم : خالد انا مش فايقلك فكك مني دلوقتي

خالد : خير ايه ال معكر مزاجك ع الصبح

(قص له عاصم ما حدث معه في طريقه للشركه )

خالد ( بضحك غير مبرر) : لا بس ده انت هزقتها اوي دي زمانها مسابتش شتيمة ف معجم الشتايم الا وقالتها

عاصم : هي ال مستفزة دي بتقول على عربيتي جربوعه

خالد ( بضحك اعلى ) : ما تقول يا عم هي العربية من بقيت اهلك فك فك كده ويلا عشان عندنا مقابلات على وظيفة السكرتريا

عاصم : طيب معاك حق شوف بقى مين من المتقدمين وصل دخله

( في رسبشن الانتظار تجلس قمر وبجوارها صديقتها عهد تتطلعان الى ما حولها في تعجب من شدة الجمال والاناقة )

عهد : يا لهوي يا بت يا قمر ايه المكان الجامد ده

قمر : اسكتي هتفضحينا الله يخرب بيتك هيقولوا مشافوش اماكن نضيفة قبل كده

عهد : ما يقولوا عادي ما هي حقيقه

(يتقدم منهم خالد لينادي المتقدمة الاولى لاكن تعلق انظاره على من تبتسم ببلاهة وتتطلع حولها )

خالد(يتحمم لتنتبه له الفتيات ) : احممم ..حضرتك تقدري تتفضلي اسمك مكتوب عندنا الاول انسه قمر

قمر: ايوا ايوا حضرتك انا

خالد : طيب اتفضلي المكتب من هنا ... احمم وحضرتك اسمك ايه

(تنظر له عهد وهي لا زالت على وضعها بإبتسامتها البلاهاء وعيونها التى كالقهوة في جمال لونها جعلت المسكين الواقف امامها يبحلق فيها بشدة )

عهد ( وقد انتبهت لوضعها ونظرات الذي يقف امامها كالمسحور ) : ا..افندم حضرتك انا انسة عهد

خالد (يتحمم بتوتر ) : احمم..حضرتك هتدخلى بعدها

عهد (بخجل من نظراته المتوترة ) : تمام شكرا

( في فيلا الشناوي )

سمر ( بعصبية ) : انا مش فاهمه هو مش طايقني ليه يا ماما ده انا بحبه

درة : ما انتي عارفة انه مش بيعترف بالحب والكلام ده

سمر : طب وده انا اعمله ايه ده حتى نزل الصبح من غير ما يعبر حد فينا

درة : يابت سيبك من عاصم رأفت بيتمنى لك الرضا ترضي وانتي مش معبراه خالص

سمر : مش بحبه يا ماما انا بحب عاصم وبس

درة : بس يا خايبة انتي حب ايه وكلام فاضي ايه اهم حاجه العز ال هتبقي فيه وهتملكيه لو اتجوزتي واحد منهم وعاصم مفيش فيه امل لاكن رأفت انا وانتي عارفين انه بيحبك يبقى ليه وجع القلب

سمر : هو كده يا ماما انا مش عاوزة غير عاصم

درة : اتفلقي هو انتي الواحد بيطلع معاكي ب حاجه روحي شوفي بنت عمك كارمة هي وامها اخوات مش ام وبنتها مبتقولش لامها لا ابدا

سمر : كارمة دي ممثلة شاطرة بس بتعمل قدامكم كيوت لاكن جوها غرور فظيع

درة : اهم حاجه بتسمع كلام امها ياختي

سمر : اووف بقى انا خارجه يا ماما

درة:ماشي بس متتأخريش عشان العيلة كلها هتتجمع ع الغدا

( تنزل سمر سلم الفيلا ولاكنها تصتطدم بشقيق عاصم الذي يقبض على خصرها سريعا خشية ان تسقط ليقف يتأملها قليلا وهي بهذا القرب منه ورائحتها الرائعه تخترق جوفه لتتوتر من وضعهم وتحاول الوقوف )

سمر : ا...اسفه مخدتش بالي

رأفت ( بابتسامه شغوفه ) : مش مشكلة عادي اهم حاجه انك كويسة

سمر ( تحاول تغيير مجرى الحديث ) : امال انت مرحتش الشركة مع عاصم ليه

رأفت : اصل قمت تعبان النهاردة ف قولت اخد اجازة ومروحش

سمر ( تبتعد ) : ا..الف سلامة بعد اذنك

(تغادر الفيلا وتترك العاشق المسكين خلفها ينظر في اثرها بابتسامته المرحه ويفكر في اليوم الذي ستصبح فيه ملكه وزوجته ترى هل يمكن ؟؟!)

(في شركة الشناوى تدلف قمر من باب المكتب وما ان تصدم بذلك الجالس حتى تستشيط غضبا مرة اخرى)

عاصم (بغضب) : هو انتي

قمر ( بصراخ ) : هو انت تاني يا حيوان ايه البجاحة دي جاي ورايا لحد هنا يا بجحتك يا اخي

عاصم : اجي ورا مين يا بت انتي

قمر : بته اما تبتك

عاصم : عارفة لو مكنتيش بنت كنت وريتك الحيوان ال بجد

( صوتهم العالي جذب كلا من خالد وعهد ليرو ما بالداخل )

خالد : ايه يا عاصم في ايه

عاصم : ايه ال جاب البت دي هنا احنا شركتنا محترمة

قمر : قطع لسانك يا حمار انت . خالد بيه لو سمحت نادي لي المدير

( انفجر خالد في الضحك على ما سيحدث بعد ان يطلق المفاجأة في وجهها الان )

قمر : ايه يا استاذ خالد هو انا بقول نكته ولا ايه هات لي المدير لو سمحت

عهد ( في سرها ) : لو ال ف بالي صح ينهار اسود الله يخرب بيتك يا قمر يا ام لسان طويل

خالد : ما هو ..ما هو اصل المدير يعني

قمر : ماله المدير هو فين

( اتاها صوت الشامت بها من خلفها )

عاصم : اقدم لحضرتك الاستاذ حيوان المدير . انا

قمر : يا نهار اسود ....

يتبع..